نحو تربية أفضل ( 3 )
متى يكون الضرب وسيلة تربوية ؟ ومن يملك حق استخدامه ؟
الحالة الأولى : جاء في التوجيه النبوي قوله صلى الله عليه وسلم " مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، وضربوهم عليها لعشر ... " الحديث . فالترخيص جاء للآباء وليس للمعلمين ، والفترة الزمنية بين استخدام العقاب البدني والملاطفة والتوجيه والتشجيع ، ثلاث سنوات وقد تتقلص إلى أقل من هذه المدة إذا كان الوالد قدوة في المحافظة على الصلاة وفي كل أحواله .
وينشأ ناشيء الفتيان فينا ************ على ما كان عوده أبوه
فالعقاب البدني ليس الخيار المضل في التربية لأنه يولد القسوة في القلب ، والتمرد في السلوك ، والنفور من المربي حتى لو كان والداً ، لذلك جاءت مهلة الترويض من السابعة إلى العاشرة ، وهي كافية لتأصيل السلوك المرغوب مع الصبر والمصابرة والاستمرارية ، قال تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) .
الحالة الثانية : تأديب الزوج لزوجته ، قال تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )، التدرج في ملاطفتها مع عصيانها وامتناعها عن القيام بما يجب عليها من طاعة زوجها ، فبدأ بالوعظ ثم انتقل إلى الهجر وقد يستغرق أربعة أشهر ، وأخيراً الضرب بغرض الإيلام النفسي علها ترعوي وتعود إلى رشدها ، وإن كان مجتمعنا لا يستخدم هذا الأسلوب للعرف السائد ، لكنه توجيه رباني يخول الزوج استخدامه إذا فشلت المحاولتان السابقتان له .
الحالة الثالثة : ولات الأمر ، وذلك للمحافظة على سلامة المجتمع من التعدي والعبث وحماية الضرورات الخمس الدين والعقل والنفس والمال والعرض ، ولتطبيق حدود الله
والناظر في هذه الرخص يلاحظ أنه كلما وجدت أساليب تحقق الاستقامة على الصواب دون استخدام العقاب البدني كانت محط رضىً وقبول ، فالذي يتوب من الذنب قبل أن يقع في يد السلطة يعفى عنه .
هذه الحالات التي ورد فيها السماح بالعقاب البدني ، وهؤلاء الذين خولوا استخدامه ولم يكن المعلم منهم ، فأتمنى من القلة ألا يكونوا بضاعة للصحافة ، ويشرعوا استهجان أفعالهم ، والنيل من رسالتهم . وفق الله الجميع لما يصلح الأقوال والأفعال .