همسات في التربية
العلاقات الإنسانية :
عندما يتمتع مجتمع المؤسسة ـ أياً كانت ـ بالألفة والمحبة والاحترام والتقدير ، يرتفع مستوى أدائها ، ويبحث كل عضو فيها للنجاح ، وإذا هيئت لهم قيادة تؤمن بالله ثم بهذا التلاحم والتراحم فإن منغصات العمل تتوارى خلف تفتح زهور التكامل في بناء المشهد الجميل لمؤسسة الوئآم .
وإذا ضبطت العلاقات الإنسانية بضوابط الوضوح في تحديد الأهداف التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها ، والتكامل في الأداء ، والمشاركة في القيادة ، فإن المخرجات الإدارية والفنية تكون قمة في الجودة التي يتغنى بها عصر الجودة الشاملة .
حول هذه المقدمة ، جاءت نظرية العلاقات الإنسانية ل " التون مايو " ومن قبله " ماريا باركهرست " واعتبروا هذه النظرية علاجاً لتطرف نظرية الإدارة العلمية في القسوة على العنصر البشري " حيث اهتمت بالآلة أكثر من الاهتمام به " .
وكان دورنا التبعية لما يرد من أولئك وتمجيده والعمل به ، ومحاولة التعليق حول مفاضلة بعضهم على بعض من منطلقات ما يؤمن لنا الراحة .
وتعالوا معي لنقف مع بعض المواقف في تشريع العليم الخبير في هذا الخصوص للرد على أصحاب النظرية العلمية التي كرمت الآلة وامتهنت الإنسان ، يقول الحق سبحانه وتعالى : ( ولقد كرمنا بي آدم ....) وكل ما في الوجود من خلق الله مسخر لخدمته .
وتعالوا نتناول بعض ملامح العلاقات الإنسانية من منظور الحكيم العليم ، يقول تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم إعداءً فألف بين قلوبكم وأصبحتم بنعمته إخواناً ...) ويقول ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فيؤصل مبدأ التعاون الإيجابي بين أفراد المؤسسة ، ثم ينتقل إلى رباط الإحسان في العمل وتجويده فيقول تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ...) ويوطن الاحترام بين الأفراد وحسن المعاملة فيقول تعالى : ( وقولوا للناس حسناً ...) ويحفز إلى جودة الأداء بحبه لمن يتقن عمله فيقول : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ...) ويبرز العلاقة مع ذوي السلطان ( وقولا له قولاً ليناً لهله يتذكر أو يخشى ) وهذا من باب " أنزلوا الناس منازلهم "
وينفر مما يغيض الصدور ففي الحديث " لا يتناجى إثنان دون الثالث " حتى لا يتطرق حدس الشيطان فيؤثر على العلاقات الإنسانية ، وفيه احترم راق للمشاعر والمحافظة على صفائها .
ومن لوازم العلاقات الإنسانية ، النزاهة والصدق والوضوح والمساواة في الحقوق والواجبات والقدوة التي تفرض احترامها في بيئة التعاون ، والبعد عن نموذج ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ...) ونموذج ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون ) وللحديث بقية مع القيادة النبوية في هذا الخصوص ، والله من وراء القصد .