نحو تربية أفضل ( 2)
استكمالاً لموضوعنا السابق حول العقاب البدني ، أقف مع المربين مذكراً ببعض نماذج السلوك النبوي ، حيث لا تقف على قسوة منهم على من يؤذيهم فكيف مع من يواليهم ؟ ولا تتغير شمائلهم إلا عندما تنتهك حرمات الله ، فقد كانت العصا معجزة موسى عليه السلام ، فلم يؤمر باستخدامها لعقاب فرعون ، بل طلب منه ربه عز وجل أن يتعامل معه باللين والعطف فقال تعالى في سياق التوجيه له ولأخيه هارون عليهما السلام ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) وعندما أمر الله موسى عليه السلام باستخدام العصا في الضرب ، وجهه لاستخدامها مع الحجارة والماء ، فقال تعالـــــــى ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر ) وقال تعالى : ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ) وعندما سأل الله موسى عليه السلام عما في يمينه ـ وهو أعلم بها ـ قال تعالى حكاية عن موسى : ( قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ) فلم يستخدمها لضرب الغنم ، وبعضنا يستخدمها لضرب الطلاب كما هو شائع في بعض المدارس ، ويزداد الأمر سوء عندما تستخدم لعقاب صغار التلاميذ
فأدعو كل المربين من معلمين وآبا ومن وكلت إليهم تربية الأبناء أن ينصرفوا إلى دراسة مستفيضة في التربية النبوية تعينهم على تربية أبنائنا ورعايتهم بشكل يؤهلهم لقيادة المرحلة القادمة بشجاعة تحصنهم من الخور الناتج عن الخوف الذي يتركه الماضي في نفوسهم ، وأن يفكروا في بدائل تعزز حب التعليم ، وتــــرتقي بأساليب التربية ، وإلى لقاء إن شاء الله ، وفق الله الجميع لكل خير .